بيان صحفي: أكثر من نصف مليون طفلٍ في بيروت مهددون بالعيش تحت خط الفقر

Thursday 30 July 2020

 

بيروت، 29 تموز، يوليو 2020 – أظهرت دراسة جديدة أجرتها جمعية إنقاذ الطفل الدوليّة في لبنان (Save the Children International)، أنّ الاقتصاد اللبنانيّ المنهار قد يدفع أكثرمن نصف مليون طفل في بيروت الكبرى إلى ما دون خط الفقر. كما وأنّ عائلاتهم غير قادرة على تأمين حاجاتهم الأساسيّة من طعام،وكهرباء، ووقود، ومستلزمات صحيّة ومياه.

 

في بيروت الكبرى يعيش 910,000 شخصًا منهم 564,000طفلاً وطفلةً مهددينبالوصول تحت خط البقاء على قيد الحياة. لذلك تعتبر جمعية إنقاذ الطفل أن هذه الأرقام قد تكون مؤشرات أوليّة لأزمة أكبر تجعل العائلات في جميع أنحاء لبنان تكافح للتأقلم مع ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة، والإيجار، والاحتياجات الأساسيّة الأخرى.

 

وقال مدير مكتب لبنان لجمعية إنقاذ الطفل الدولية، جاد صقر: "تضرب الأزمة الجميع، العائلات اللبنانية كما اللاجئين الفلسطينيّين والسوريّين على حد سواء. إن لم تتخذ الإجراءات اللّازمة، سنبدأ بمشاهدة أطفال يموتون جوعًا قبل حلول نهاية العام الحالي".

 

لمى*، 27 عامًا،إمرة سوريّة تنتظر مولودًا جديدًا وتعيش مع بناتها الثلاث في ملجئ جماعيّ في جنوب لبنان، وكان زوجها قد خسر وظيفته جرّاء جائحة كورونا. تقول لمى*: "إذا توافر لدينا شيء للأكل نأكل. وإذا لم يتوافرلا نأكل. في بعض الأحيان، نقترض المال لمجرّد تناول الطعام. ماذا نستطيع أن نفعل؟

 

 في بعض الأحيان بناتي يبكون حتى النوم.

 

أحياناً من الجوع وأحيانًا أخرى [بسبب] أزمة جائحة كورونا. لقد أثرّت هذه الأزمة عليهن بشدّة"

 

 سألتنا ابنتي البالغة من العمر تسع سنوات ما إذا كان بإمكانها أن تبدأ بالعمل والخروج إلى الشارع لبيع المناديل الورقيّة، فعندها لم أستطع إخفاء دموعي. تريد ابنتي البالغة من العمر تسع سنوات العمل من أجل تحمّل العبء معنا، ومساعدتنا علّها تؤمّن الطعام لشقيقاتها. أخشى هذا المصير لبناتي".

 

قالت سارة*، (تسع سنوات):"والدي لا يعمل بسبب فيروس كورونا، ونحن لا نأكل. أريد أن أعمل حتى أتمكّن من مساعدة والدي وإطعام أخواتي. تبكي أختي طوال الوقت لأنّها تريد الحليب ولا يمكننا شرائه لها، لأن سعره عشرة آلاف ليرة لبنانيّة [حوالي 7 دولارات أميركيّة بحسبسعر الصرف الرسمي الحالي]."

 

يمرّ لبنان منذ أيلول، سبتمبر 2019 بأزمة اقتصادية حادّة تفاقمت بسبب جائحة كورونا. بسبب ذلك، ارتفعت أسعار السلع الأساسيّة مثل الغذاء والمأوى بنسبة 169 في المئة، بينما ارتفعت البطالة بنسبة 35 في المئة في القطاع الرسمي، كما وتصل إلى 45 في المئة في القطاع غير الرسمي.  بالإضافة إلى ذلك زاد التضخم من القدرة الشرائيّة للأسر بنسبة 85 في المئة.

 

يقول جاد صقر" حتى في العائلات اللبنانيّة المتوسطة الدخل، ترتفع نسبة الأطفالالذين إمّا يتناولون كميّات قليلة من الطعام أولا يتناولون شيئًا على الاطلاق ليومٍ كاملٍ. في بعض الحالات، يضطرالأطفال للعمل بهدف المساهمة في دخل الأسرة، وهذا من شأنه أن يبعدهم عن تعليمهم".

 

أظهر تحليل أجراه برنامج الأغذية العالمي في الشهر الماضي، أن ثلثي الأسر في لبنان واجهت خسارة في الدخل خلال الأزمة.أجبر هذا العديد من الأسر إمّا على إنفاق القليل على الغذاء، أو اللّجوء إلى الديون أو صرف مدخراتهم. كما واضطرت عائلة واحدة من بين كل خمس عائلات لبنانيّة، و33 بالمئة من العائلات السوريّة إلغاء وجبة من وجبات الطعام المعتاد،أو لم تأكل لمدة يوم كامل. بالإضافة إلى ذلك، عبّر 50 بالمئةمن اللبنانييّن، و63 بالمئة من الفلسطينييّن، و75 بالمائة من السوريّين عن تخوفهم من عدم توفّرغذاء كافٍ لهم.

 

بهدف مساعدة الأسر في مواجهة الأزمة الحاليّة، تحثّ جمعية إنقاذ الطفل الدوليّة في لبنان (Save the ChildrenInternational)الحكومة اللّبنانيّة على تقديم مساعدات اجتماعيّة ذات قيمة مادية ملائمة، توزّع بشفافية للعائلات اللبنانيّة الأكثر عوزًا، وذلك لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسيّة والمساعدة في تعويض خسارة الدخل.

 

 أمّا على المدى الطويل، تشدد الجمعيّة على ضرورة إنشاء نظام حماية اجتماعية للفقراء هدفهمعالجة الصدمات الاقتصادية المستقبلية المحتملة وإدراج أنظمة التأمينوالمعاشات التقاعدية لتغطية العاملين لحسابهم الخاص أو الذين يعملون في الاقتصاد غير الرسمي.

 

 

 

ملاحظة للمحررين:

 

في مطلع عام 2020 أجرت جمعية إنقاذ الطفل الدوليّة في لبنان دراسة حول إقتصاد الأسرمن خلفيات فقيرة جدًا، وفقيرة، ومتوسطة الدخل والتي تعيش في 12 منطقة في بيروت الكبرى. تركّزت الدراسة على قدرة الأسر على الوصول إلى المواد الغذائية الأساسيّة وغير الأساسيّة بين عاميّ 2018-2019.

 

وفي السياق نفسه، بدأت الجمعيّة بتوزيع حزمات غذائيّة لمساعدة العائلات على التأقلم مع الأزمة الاقتصادية والغذائية وذلك بدعمٍ من شركائنا المحليّين وفرق التوزيع التابعة لها.

 

سيتم توزيع 1،554 حزمة غذائيّة على الأسر اللبنانية، والسوريّة ،والفلسطينيّة  لتغطية 80٪ من الاحتياجات الغذائيّة لأسرة مكونة من خمسة أشخاص ولمدة شهر واحد.

 

يذكر أنّ جمعية إنقاذ الطفل الدوليّة في لبنان تقوم بالتعاون مع شركائها المحليّين بتوزيع مساعدات نقديّة على ما يزيد عن 1,000 عائلة الأشد ضعفًا، فضلًا عن ضمان استمرار توفير خدمات التعليم والحماية للفتيات والفتيان الأكثرعرضة للخطر.