عندما يرفعن الصوت بإمكان الفتيات تغيير مجتماعتهن
في بعض الأحيان ، كل ما تتمناه هو امتلاك القدرة على إخبار العالم ما يدور في ذهنك، عندما تتنحى الألقاب والأسماء جانباً وعندما لا يهم من أكون أو من أي بقعة في العالم أتيت.
في اليوم العالمي للمرأة أكتب بإسمي وباسم صديقاتي وفتيات مجتمعي.
في البداية، أشكر الامرأة التي ربّتني بكل ما تملكه من حبٍ وحنان، و أمسكت بيدي عندما مشيت اول خطوة كي لا أقع. تلك الأم التي سهرت التي سهرت أيام وليالي على مرضي.
شكراً لتلك الطبيبة التي عالجتني وتللك الممرضة التي اعتنت بي، وتلك المحامية التي دافعت عني، وتلك الخياطة التي خيطت ثيابي وتلك المعلمة التي علمتني القراءة والكتابة.
يصعب علي تخيل مجتمعٍ بمعزل عن الأمهات والطبيبات والمعلمات والمحاميات.
لكل من يقرأ هذه الكلمات عليك أن تعلم أنه هناك العديد من الفتيات اللواتي لا يمتلكن الحق في التعبير عن آرائهن أو في اختيار مسار حياتهن. هناك فتيات يتعرضن للاساءة والضرب ويتجردن من أبسط الحقوق.
لطالما تساءلت عن سبب اتخاذ البعض على عاتقهم مهمة إسكات الفتيات أو التقليل من شأن انجازاتهن. مهما كانت إنجازاتها دائماً ما تقابل بـ"لا يمكنك القيام بعمل الرجل".
لا نريد مجتمعًا كهذا ولا بيئة غير مواتية للفتيات كهذه. لو أتيح للفتاة الفرصة بدلاً من البقاء في المنزل أو الاضطرار إلى حث الجيران على الوساطة مع والديها للسماح لها بالذهاب إلى المدرسة، عندها تتوفر أمامها العديد من فرص للنجاح. كثيراً ما شاهدت حدوث هذا والإجابة هي نفسها دائمًا ، " في نهاية المطاف ستكون في منزل زوجها".
لم أفهم يوماً هذا التمييز بين الرجل والمرأة وبين الولد والبنت. هل حقاً نرغب بمجتمع حيث لا تحظى فيه الفتيات بفرص تعليم ولا بفرص الاختيار بل الاجبار على الزواج بعمر مبكر؟ لا ينبغي للمساواة أن تكون إهانة؛ بل على العكس، هي علامة على أن المجتمع يعمل بأسس قوية.
في هذا اليوم نجدد نداءنا من أجل حقوق المرأة وحقوق الانسان. واليوم لا ينبغي أن يتم نأي أي فرد، رجلٌ كان أو امرأة، من حق المشاركة في تشكيل مجتمعنا.
لا يمكن للمجتمع أن يتغير دون أن تساهم فيه الفتيات.
فالفتيات هنا لرفع الصوت والمطالبة بالحقوق وإحداث تغيير دائم.
كتبت هذه المدونة رغد عنتابي، فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا تعيش في لبنان. رغد تريد أن ترى عالما يتم فيه معاملة الفتيات بطريقة أكثر عدالة.